صندوق الزكاة

صندوق الزكاة
ابن الديره

بمعالجاته المبتكرة لكن المستندة إلى الإرث الإسلامي الصحيح، يحفر صندوق الزكاة في الإمارات مكانه في الواقع كل يوم، ويضيف لأعماله، كل حين، نجاحاً مؤسسياً جديداً . من بداية الفكرة الدالة البسيطة يطرح صندوق الزكاة نفسه اليوم كمؤسسة اسلامية وطنية لها تجربتها الخاصة، ولها تاريخها المؤصل بالرغم من حداثة التأسيس نسبياً .
وقبل أيام، تكلم عبدالله بن عقيدة المهيري أمين عام صندوق الزكاة ل"الخليج" عن منجز الصندوق والآفاق الرحيبة الممكنة لعمله مستقبلا، مشيراً، على وجه الخصوص والدقة، إلى اشتغال صندوق الزكاة على كفالة ورعاية طلاب في الدولة وصل عددهم في خلال السنوات الماضية إلى أربعة عشر ألفاً، في تحقيق جميل لأحد مصارف الزكاة الشرعية، وهو وجه إنفاق منسي في بلاد كثيرة بالرغم من أهميته، حيث معاناة تمويل التعليم عامة أو تكاد .
بمثل هذه المبادرات يطرح صندوق الزكاة في الإمارات "الأنموذج" لما يجب أن تكون عليه المؤسسات المماثلة، والنتيجة التي تشبه الحصاد في عز موسم الحصاد، أن عددا من الوفود من بلاد شقيقة وصديقة، حرص على زيارة الصندوق، نحو الاطلاع على تجربته والنظر في إمكان مناقلتها .
كل ذلك بإدارة وطنية وبأيد وطنية، وبمجلس إدارة مستقل، وبهيئة استشارية خبيرة، وها هو صندوق الزكاة وهو يمارس فريضة شرعية يصل إلى تخوم غير مسبوقة في "عصرنة" الأداء، مستفيدا من التقدم التقني الهائل، ومن تقدم الإعلام، والإعلام الجديد، إن على مستوى الأسلوب والشكل أو المحتوى .
ذهب صندوق الزكاة إلى ذلك عملا وتطبيقاً قبل أن يذهب إليه شعاراً، ونظراً للحلول الإلكترونية الرائدة كان صندوق الزكاة على رأس قائمة المرشحين لجوائز تميز الأداء خصوصاً لجهة حلوله التي أصبح يقدم من خلالها أهل الزكاة زكواتهم وهم أكثر ثقة، وبطريقة أقرب وأيسر .
تمويل التعليم عبر مساعدة الفقراء والمساكين وغير القادرين، وهو المشروع الذي انطلق منذ سنوات وعنوانه "اقرأ" هو بعض إسهام صندوق الزكاة في الإمارات في تأسيس حياة المودة والتراحم في بلادنا تأسيساً مستمراً، تماماً كما أراد باني الدار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتماماً كما يقر ويقرر نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وكما تتطلع حكومة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومعلوم أنه يتابع خطط صندوق الزكاة شخصياً فيضع هذه المؤسسة الوطنية في مواجهة دائمة لتحدي النجاح والتفوق في الحاضروالمستقبل .
إلى جانب التعليم، يعتني الصندوق أيضاً بالصحة فيوفر وسائلها لغير القادرين، ويعمل على مساعدة المحتاجين عموماً ضمن مصارف الزكاة الشرعية، فإلى المزيد من النشاط المنسجم مع نفسه ومع تعاليم الدين الحنيف، نحو تحقيق مصلحة الإنسان وخير المجتمع