5 دقائق الإسلام خارج الصندوق

5 دقائق الإسلام خارج الصندوق

في مشهد اعتدناه؛ تزاحم المئات في المُصلَّى لأداء صلاة المغرب بأحد المراكز التجارية، وبينما تنتظر الجماعة الثانية فراغ الفوج الأول من المصلين، يتبادر إلى ذهنك أن الذي جاء بهؤلاء إلى المركز هو التسوق لا التعبّد، ثم تأتي الإجابة بأنه النموذج الإماراتي الذي يحبب الإنسان في طريق الخير، ثم بكل احترام لحريته؛ يترك له الخيار ليصلي أو لا يصلي، ليجد نفسه بعيداً عن الضغوط واقفاً بين صفوف المسلمين

يدرك النموذج الإماراتي أن الإسلام عظّم قيمة الإنسان، وأعطى عقله حرية الاختيار، التي بها يعرف الله عزَّ وجلَّ، وأن التدين إرادة ذاتية تنبع من قناعة داخلية، بعيداً عن وصاية الدولة وسلطة الجماعة، فلا يحتاج النموذج الإماراتي إلى منطق الجهلة، الذين اعتقدوا إمكانية وضع الإسلام في صندوق مغلق، وأن تطبيقه يتطلب إضافة كلمة «إسلام» إلى اسم الدولة، وأن الإجبار هو الذي سيدفع الناس إلى التدين.
وبالمثال يتضح المقال؛ فمن الصلاة إلى الزكاة، حيث تأسس صندوق الزكاة في دولة الإمارات، كهيئة اتحادية ترعى ركناً من أركان الإسلام، ومرة أخرى بطريقة اختيارية، يأتي دور الدولة بأن مكّنت الصندوق من تقديم كما يمكنه ترشيح مجموعة من الأشخاص أو الأسر المحتاجة لإدارة صندوق الزكاة الذي يتولى بدوره دراسة حالاتهم، وتحديد قيمة المساعدات التي يستحقونها، وبشكل ربع سنوي يحصل المزكي على كشف مالي لزكاته، وفي الجانب الآخر لا يراق ماء وجه المحتاج بالوقوف في طوابير يستجدي فيها الزكاة،
فكل ما عليه هو التقدم بطلبه على الإنترنت، فيتم التواصل معه من خلال إدارة الصندوق، ويأتي مجدداً دور الحكومة التي تحملت موازنة صندوق الزكاة، فلا يُستقطع درهم واحد من أموال المُزكين التي تذهب كلها لصالح مصارف الزكاة.
ومن الزكاة إلى الصيام، ومنه إلى الحج، هذا الإسلام الذي نعرفه، هو مزيج إماراتي يحفظ الحقوق، ويكرم الإنسان، ويستخدم التقنيات، ويطبق أفضل الممارسات الإدارية، ويبقى الرهان على ممارساتنا كأفراد نعيش في هذه الدولة، ونؤمن بأننا نملك النموذج التطبيقي الذي يعكس جوهر الإسلام ومبادئه.