صندوق الزكاة
لقاء الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأعضاء مجلس إدارة صندوق الزكاة، وأوامر سموه بمنح قطعة أرض ليقام عليها مقر دائم للصندوق في أبوظبي، كان مناسبة لتذكير البعض بوجود الصندوق الذي أخذ على عاتقه جمع وإدارة أموال الزكاة وتوزيعها في مصارفها الشرعية• وخلال اللقاء دعا سموه'' إلى تأصيل هذه الفريضة في نفوس النشء حتى يشبّوا عليها، من أجل مجتمع متكافل، يسوده الخير والأمن''• والحقيقة أن هذه مناسبة لتحية الجهود الكبيرة التي يقوم بها العاملون في الصندوق رغم الظروف الصعبة التي يعملون فيها من حيث عدم إقبال كثيرين على أداء هذه الفريضة الشرعية من جهة، وعدم وجود مقر ثابت ملك للصندوق يقيه تبعات الإيجار الذي يستقطع من ميزانيته، ويكفي أن نعرف أنه غيّر مقره في أبوظبي أربع مرات خلال السنوات الخمس التي مرت على تأسيسه• هناك أيضا مسألة محدودية الطاقم الإداري لهذا الجهاز الحيوي، والذين حرص الصندوق على أن يكون غالبيتهم من أبناء البلاد• وقد بذل جهداً كبيراً ، واستمر في تدريبهم، إلا أنه شهد تسرب عدد من هذه الكفاءات المدربة، التي اضطرت أمام التزاماتها المعيشية للبحث عن وظائف أخرى، حيث المرتبات والبدلات الأعلى• و بالأخص بعد تعديل الرواتب في دوائر أبوظبي• ورغم ذلك واصل الصندوق رسالته بأقل عدد من الكوادر البشرية رغم المهام الكبيرة التي ينهض بها• وهو بحاجة إلى دعم من الدولة لتعديل مخصصات هيكله التنظيمي، لتشجيع الشباب علي الانخراط في العمل لديه• ولكن كل ذلك يهون أمام المهمة العظيمة التي ينهض بها الصندوق لجمع الزكاة، والتي لا تلقى الإقبال المطلوب من قبل أصحاب الثروات عندنا ممن أنعم الله عليها بالخير الوفير وأموالهم التي فيها ''حق معلوم للسائل والمحروم''، رغم كل المبادرات الإيجابية والتسهيلات التقنية والإلكترونية التي اعتمدتها الصندوق، فخلال خمس سنوات من عمر الصندوق لم تتعد إيراداته 158مليوناً و31ألفاً و922درهماً، أين هذا المبلغ من التقديرات التي وضعها الصندوق عن متوسط حجم الزكاة الواجبة على 59ألف مليونير في الدولة، والتي تقدر بنحو 5,5مليارات درهم سنوياً؟!!• علما أن المجلس الوزاري للخدمات أدخل تعديلاً على قانون إنشاء الصندوق يلزم الموسسات البنكية والشركات الإسلامية العاملة في الدولة بتحويل 2,5% من أرباحها للصندوق اعتبارا من نهاية السنة المالية•2008 إن تفعيل القرار ومتابعته سيحقق بلا شك دعماً قوياً للصندوق ومشروعاته الإنسانية والخيرية، وتتسع معه قاعدة المستفيدين من خدماته والذين يبلغ عددهم حاليا 392 ألف مستفيد من بين مواطن ومقيم• ولكن الاهم المبادرات الذاتية من قبل الذين أنعم الله عليهم، وقد شغلهم إيقاع الحياة السريع عن فريضة واجبة• لقد كان ذلك اللقاء المبارك مناسبة لتذكير أنفسنا بالتزامنا نحو رسالة الصندوق، وحرصه على الوصول برسالته الى الجميع، بل قدم حلولاً مبتكرة تعد الأولى من نوعها في العالم• فإلي جانب ردود الإفتاء وتحديد الزكاة عبر الخط الهاتفي المباشر، قدم لنا صناديق أجهزة الدفع الآلي ونشرها في المراكز التجارية، بحيث بسط الأمر علينا لأداء فريضة تستحق أن نتجشم لأجلها كل عناء